الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

ذئاب نهمة ..


لا وجوه ..
لا قلوب ..
لا حس يخفق بين الضلوع ..
فقط شره الحاجات الملحة ..
تحيط بسحائب الوجود ..

بين رائحة العشب النامي
وطين الأرض يفوح عبق ضبابي
وتسكن صور ..
بشاعتها تبعدها عن الذاكرة حد الانكار

بين خفقات القلب يستوطن روع لا ينتهي
ففي حين تتصنع ملامح النسيان و السكينة
في العمق تتوالد بشاعة لا نظير لها
تقصيها حتى لا تسمع صراخ نبضها ..

تمحى ........ الوجوه ..
ولا تبقى سوى تشوهات الملامح ..
تمحي الأصوات فلا تبقى إلا همهمات الحزن ..
تكتم أنفاسها .. وشيئاً فشيئاً تقتنع بعدمها ..

ذئاب معصوبة العين ..
تتبع الرائحة .. و الروائح زائفة ..
تصلها جثة هامدة ..
فقد وصلت متأخرة ..
لكنها لا تكترث .. تبدأ بابتلاع/ها
فما هي سوى ذائاب نهمة ..
لا قلب ..
لا حس ..
لا نبض ..
ولا شعور ..
يحركها شره الاحتياج ..
ولا شيء أكثر ..

بقايا قصة / 
محفورٌ في أقاصي روحها .. 
بئساً لبشاعة الذئاب .. 

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

... وتُغلق نافذة



وردة وحيدة ..
تتناثر فوق شعرها المتهدل ..  
بقايا عبق غامض ..
بقايا من زمن لا يرحل .. 
بقايا أشياء .. تستطيع فقط أن تشعربها دون أن تعي حقاً ماهي .. !!
دون أن تسمح هي بأن تقربها لتكتشف ما هيتها .. 
في لحظة  تفتح أعماقها ... تُسرب منها الأيام ...
وبعض وجع .. 
و رسوم مبهمة في الذاكرة لا تبصر تفاصيلها 
تعلم فقط أنها تدمى في روحها ... 
......................... !!
تقف على حافة النهار التالي .. 
تستقبل دفء شمسها .. 
تحتفظ ببعض انعكاساتها بضوء عينيها ..
وفي زاوية من عتمة الليل .. تستضيء به
تيقظ الجهة اليسرى منها ..
تقف .. تتمتم بـ /  يس ..
ترسلها رسالة لما بعد الرقاد ..
 بعد أن تستقر في القلب ...
 تسابيح رجاء ..  
و اعتذار للروح ..
لرب ..  أدركت للتو أنها لا تعرفه حقاً ..
لا تعرفه حقاً ... !!
لا ...................... !!
و آن لها أن تفعل .. 
لتُحكم اغلاق نوافذ زواياها المظلمة ..
في وجه وسواس يدعي أنه قدرها .. 



الثلاثاء، 5 يوليو 2011

هي النفس ...


3ـ هي النفس و أنت
في بداية حياتها كانت إنسانة بسيطة للغاية
لكن يبدو أننا وعندما نشيخ نبدأ في التعقد الداخلي تجاة كل ما مر بنا

تماما كعقد من خيوط لف الف مرة
فاشتبكت دواخله
لكن ذلك كله لا يهم
فالمعادلة هنا تختلف
لأنه ببساطة ليس واقعا لتخافه
وما هي لديه إلا امرأة كلمات تخبو حينا 

ويشتاق لكلماتها في مجاهل حنينه لشيء ما
لم تكتشف ماهيته بعد..
ربما في هذه يتشابهان كثيرا
هو يتلمس صورة انثى في كلمات ما
وهي تتلمس ملامح رجل  
يدمن مدن الغياب والسفر
ولا يحضر إلا ليغيب من جديد
وهذا ما يجمعهما 

حلم لا يتحقق

هي النفس التائقة للمستحيل الذي لا يحضر ..


الثلاثاء، 31 مايو 2011

فناءٌ هي ....



هي ولكنها ليست أخرى
هي / هي ذاتها
تتلبس بملامح ما
تغير لون بشرتها
حجم شفتيها
تلبس كعبا عاليا
تضع أحمر شفاة
تصبغ شعرها
تلصق رموشا أطول
ابتسامة أوسع ..
تبدو بملامح ما
لكنها ليست هي

تريد أن تتخلص منها
من ملامحها
من حجمها ..
كثافتها ..
خلايا جسدها
أن تمد يديها إلى أصقاعها
وتنزع منها  كروموسومات تكوينها
تدفن رأسها في طين ذاتها
تُخلق فهي لم تكن يوما
تفنى ...
فناء هكذا هي ....
فناء هي ..
هكذا يجب أن تكون ..


الخميس، 13 يناير 2011

هي أخرى : 11


يحاول تذكر ملامحها ليسجنها في أوراق كراسته
تذهب محاولاته سدى ..
فهي امرأة دون ملامح  يمكن حبسها بين سواد الحروف..
عصية على التجمع بين قضبان الأبجدية
 
جنية كلمة لا يُبصر ملامحها أحد
و تظل خصلات شعرها مسافرة
 مع حكايا الريح في أرجاء الكرة الأرضية 
لا يفهم ذلك فيظل يطارد ملامح وجهها
ويكون الف لون من درجات المحبرة
علَّ روحها تُستحضر .. ولو للحظة ..!!
يتوه بين ألوانها  المجنونة ..
تشتته أرواحها العشر ..
 دون أن يدرك أنها تسربت  منه
مذ بزوغ  فجرها الأول   ..
يصبح دون ذاكرة تكشف له حقيقتها ..
و لا يدرك كونها جنية كلمة لا تبوح بسرها للعابرين
يمد يديه لبقايا الحبر في المحبرة ويبعثرها فوق لوحته
تنظر إليه  من وراء لون محبرته الصارخ وتبتسم ..
و رغم بياض ابتسامتها..
تظل صورتها مشوهة في كراسته /  ذاكرته..
ويظل لا يراها .. فقد كان مشغولاً بتشوية الصور .


...............................